ورشة عمل بعنوان: "دور منظومة
التربية والتعليم في زرع ثقافة حقوق الإنسان ومناهضة العنف والتعذيب"
نابلس - 9 أيار 2018،
نظم مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالتعاون مع
مؤسسة ريسكات الإسبانية ورشة عمل في محافظة نابلس بعنوان: "دور منظومة
التربية والتعليم في زرع ثقافة حقوق الإنسان ومناهضة العنف والتعذيب".
تضمنت ورشة العمل 4
أوراق وشارك فيها 36 شخص من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمرشدين النفسيين
والتربويين من مدارس محافظة نابلس، وتضمنت الورشة ما يلي:
في بداية الورشة قدمت المحامية المختصة في مجال حقوق
الإنسان "مونيكا جيراو" نصائح حول استخدام منظومة التربية والتعليم في
كأداة لنشر مفاهيم حقوق الإنسان في المجتمع الفلسطيني، وتضمنت النصائح تجارب
وأمثلة من دول أُخرى.
عنونت المحامية مونيكا في كلمتها أيضاً أهمية تعزيز
مفاهيم السلم والأمن والسلام الداخلي والخارجي والتسامح والعدالة بغية خلق بيئة
سلمية تتوافق ومبادئ حقوق الإنسان وتناهض العنف والتعذيب.
تلا ذلك كلمة لمدير مديرية التربية والتعليم في
محافظة نابلس السيد عزمي بلاونة والذي قام بدوره بتوضيح الإجراءات التي اتبعتها
وزارة التربية والتعليم بغية دمج مفاهيم حقوق الإنسان في منظومة التربية والتعليم
وخاصة بعد انضمام دولة فلسطين لعدد من اتفاقيات حقوق الإنسان عام 2014. كما ودعا
كافة العاملين في المدارس الخاصة والحكومية، وأولياء الأمور للوقوف معاً أمام مسؤوليتهم
المشتركة في خلق بيئة سلمية للأطفال، والتي بدورها ستقود لمجتمع يعمل وفق مبادئ
حقوق الإنسان المتجذرة في هوية الشعب الفلسطيني الوطنية والدينية.
تبع ذلك كلمة مركز يافا الثقافي والتي قدمتها تمام
حنون، والتي عنونت خلالها أبرز النشاطات اللامنهجية التي ينظمها مركز يافا الثقافي
في محافظة نابلس والدور المهم التي تلعبه تلك
النشاطات في رفع مستوى ذكاء وإبداع الأطفال وتعزيز إيمانهم بأهمية العمل الجماعي
في كافة نواحي الحياة، ما يخلق جيل مؤمن بالعدالة والمساواة ومناهض للتمييز والعنف
وإقصاء الآخر.
تلا ذلك كلمة منسق وحدة المناصرة والتوعية المجتمعية
في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب أمجد أبولافي والتي تمحورت حول الصورة
الإيجابية التي حذتها القوانين الفلسطينية في التعامل مع الأطفال بصورة عامة ومع
الأطفال الجانحين بصورة خاصة، كما وأوضح خلال كلمته أبرز العوائق التشريعية التي
تواجه قطاع عدالة الأطفال في فلسطين مبيناً أبرز النصوص القانونية التي لا تزال
سارية التطبيق في فلسطين والتي لا تتواءم ونصوص اتفاقية مناهضة التعذيب.
اختتم اللقاء بنقاش مطول ما بين المتحدثين
والمشاركين والذي أفضى لعدد من التوصيات كان أبرزها أهمية زيادة عدد المرشدين
النفسيين والتربويين في مدارس محافظة نابلس وأهمية العمل على خطة تطوير لتعزيز
محتوى حقوق الإنسان في المنهاج الفلسطيني بصورة تدريجية، وضرورة التغلب على جذور
الإشكالية ووقف كافة مسببات مظاهر العنف التي قد يقلدها الطفل وأولها المحتوى
التلفزيوني العنيف الذي تحمله عدة مسلسلات أو برامج تلفازية لضمان عدم تفاقم
الإشكالية، وضرورة تعزيز التواصل ما بين العاملين في مؤسسات التعليم وأولياء
الأمور بغية رفع وعي الأولياء بأهمية متابعة أبنائهم، وأخيراً رفع قدرات العاملين
في مجال الصحة النفسية ومؤسسات التعليم وأولياء الأمور بالأساليب الصحيحة للتعامل
مع أطفال العصر ومشاكلهم.
نظمت هذه الورشة من قبل مركز علاج وتأهيل ضحايا
التعذيب وبالتعاون مع مؤسسة ريسكات الإسبانية وبدعم من الإتحاد الأوروبي ضمن مشروع
"تعزيز تبني بنود اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبات
القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والبرتوكول الاختياري الملحق بها في التشريعات الفلسطينية
لبناء مجتمع يحترم حقوق الإنسان"، وقد حملت الورشة انعكاسا للاهتمامات المشتركة
ما بين هذه الأطراف لإيجاد منظومة تربية وتعليم فعّالة في فلسطين، تساعد في بناء
مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان.